APOSTOLIC JOURNEY OF HIS HOLINESS POPE FRANCIS
TO ARMENIA
(24-26 JUNE 2016)
الزيارة الرّسولية إلى أرمينيا
كلمة قداسة البابا فرنسيس
خلال المشاركة في القداس الإلهي
كاتدرائية الأرمن-الرسولية إتشميادزين
الأحد 26 يونيو/حزيران 2016
صاحب القداسة،
الأساقفة الأعزاء،
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء بالمسيح!
أودّ، في ذروة هذه الزيارة التي لطالما رغبت فيها والتي بالفعل لا تنسى بالنسبة لي، أن أرفع شكري للرب الذي أضمّه إلى نشيد التسبيح والشكران الذي ارتفع من على هذا المذبح. صاحب القداسة، لقد فتحتم لي طيلة هذه الأيام، أبواب بيتكم وقد اختبرنا أن "ما أَطيَبَ، ما أَحْلى أَن يَسكُنَ الإِخوَةُ مَعًا!" (مز 133، 1). لقد التقينا وتعانقنا أخويّا، وقد صلّينا سويّا، وتشاركنا بالهبات، والآمال وهموم كنيسة المسيح، التي نشعر، بانسجام، دقات قلبها، والتي نؤمن ونشعر بأنها واحدة. "هُناكَ جَسَدٌ واحِدٌ ورُوحٌ واحِد، كما أَنَّكم دُعيتُم دَعوَةً رَجاؤُها واحِد. وهُناكَ رَبٌّ واحِدٌ وإِيمانٌ واحِدٌ ومَعْمودِيَّةٌ واحِدة، وإِلهٌ واحِدٌ أَبٌ لِجَميعِ الخَلْقِ وفوقَهم جَميعًا، يَعمَلُ بِهم جَميعًا وهو فيهِم جَميعًا" (أف 4، 4- 6): يمكننا أن نتبنّى فعلًا كلمات بولس الرسول هذه بكلّ فرح! وقد التقينا بالتحديد تحت شعار الرُسل القديسين. إن القديسَين بارثولوميو وتداوس، اللذين بشّرا هذه الأرض بالإنجيل لأوّل مرّة، والقديسَين بطرس وبولس، اللذين قدّما حياتَهما للرب في روما، إنهم، وإذ يملكون مع المسيح في السماء، يفرحون بالتأكيد لرؤيتهم محبّتنا وتوقنا الملموس لبلوغ تمام الشركة بيننا. أشكر الرب على كلّ هذا، وعليكم ومعكم: المجد لله!
لقد ارتفعت إلى السماء ترتيلةُ التريساغيون الجليلة خلال هذا القداس الإلهي، تمجيدًا لقداسة الله؛ ونزلت بركة العلي غزيرةً على الأرض، بتضرّع والدة الله، وكِبار القديسين والمعلّمين، والشهداء، ولا سيما الكثير من الشهداء الذين احتفلتم بتقديسهم العام الماضي في هذا المكان. ليبارك مسيرتَنا "الابنُ الوحيد الذي نزل الأرض". وليجعل الروحُ القدس من المؤمنين قلبًا واحدًا، وروحًا واحدًا: وليعيد تأسيسنا في الوحدة. لذا أودّ أن أستدعيه مجدّدًا، متبنّيًا بعض الكلمات الرائعة التي دخلت في ليتورجيتكم. تعال أيها الروح القدس، أنت "يا مَن بِآهات متواصلة تشفعُ لنا عند الآب الرحيم، أنت يا مَن تسهر على القدّيسين وتنقّي الخطاة"؛ اسكُب علينا نارَ المحبّة والوحدة، "ولتنفك بهذه النار أسباب الفضائح" (غريغوريوس الناريكي، كتاب المراثي، 33، 5)، ولاسيما عدم وجود الوحدة بين تلاميذ المسيح.
لتسير الكنيسة الأرمنية بسلام، ولتكن الشركة تامة بيننا. ولينشأ في الجميع توقٌ للوحدة؛ لوحدةٍ لا تكون "خضوعًا واحدٌ للآخر، ولا استيعابًا، إنما قبولًا لكلّ العطايا التي وهبها الله لكلّ منا كي يظهر للعالم بأسره سرّ الخلاص العظيم الذي حقّقه يسوع بواسطة الروح القدس" (كلمة الأب الأقدس خلال القداس الإلهي، كنيسة القديس جرجس البطريركية، إسطنبول، 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2014).
لنقبل دعوة القديسين، ولنسمع صوت المتواضعين والفقراء، وضحايا الكراهية، الذين عانوا وضحوا بحياتهم من أجل الإيمان؛ لنصغِ إلى الأجيال الصاعدة، التي تتوق إلى مستقبل خال من انقسامات الماضي. ليشع من هذا المكان مجددا نورٌ ساطع؛ وليتّحد نور المحبّة التي تغفر وتصالح مع نور الإيمان الذي أنار هذه الأرض انطلاقًا من القديس غريغوريوس، أبوكم بحسب الإنجيل.
على غرار الرسل الذين أسرعوا، في صباح يوم الفصح رغم الشكوك وعدم اليقين، إلى مكان القيامة، وقد جذبهم فجر أمل جديد سعيد (را. يو 20، 3- 4)، هكذا نحن أيضًا، في هذا الأحد المقدس، لنتبع دعوة الله إلى الشركة التامة ولنسرع خطانا نحوها.
والآن، صاحب القداسة، أسالكم، باسم الله، أن تباركوني، تباركوا شخصي والكنيسة الكاثوليكية، وأن تباركوا "سباقنا" هذا نحو الوحدة التامة.
***********
© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2016
Copyright © Dicastero per la Comunicazione - Libreria Editrice Vaticana